عاجل : بشرى سارة بخصوص صابة زيت الزيتون لهذا العام!

عاجل : بشرى سارة بخصوص صابة زيت الزيتون لهذا العام!

أكد الخبير في السياسات الفلاحية فوزي الزياني في تصريح لإذاعة موزاييك أف أم اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، أن الصابة الوطنية من زيت الزيتون تُعد هذا العام ذات أهمية إستراتيجية على أكثر من صعيد، مشيرًا إلى أن الإنتاج التونسي سيكون قياسيًا مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك في ظل تراجع الإنتاج العالمي.

تراجع عالمي وصعود تونسي لافت

تُظهر التقديرات الدولية أن الإنتاج العالمي من زيت الزيتون لن يتجاوز 2.7 مليون طن هذا العام، في حين يتجاوز الاستهلاك 3 ملايين طن، أي بعجز يناهز 12% على مستوى السوق العالمية. ويعود هذا التراجع إلى تضرّر كبرى الدول المنتجة وعلى رأسها إسبانيا من الموجات المناخية الحارة ونقص الأمطار.

في المقابل، ستشهد تونس موسمًا استثنائيًا، إذ يُتوقع أن يبلغ الإنتاج نحو 500 ألف طن، وهو رقم يجعلها ثاني أكبر منتج ومصدر عالميًا بعد إسبانيا. هذا الإنجاز يفتح لتونس آفاقًا واسعة لتوسيع صادراتها نحو الأسواق الأوروبية والآسيوية، خاصة مع ارتفاع الطلب الدولي.

وزن إستراتيجي متزايد لتونس في السوق العالمية

أشار الخبير فوزي الزياني إلى أن ارتفاع الصابة الوطنية يمنح تونس وزنًا إستراتيجيًا غير مسبوق في السوق الدولية لزيت الزيتون، خاصة في ظل النقص العالمي. وأضاف أن هذه المكانة الجديدة تستوجب من السلطات التونسية والفلاحين وضع خطة تسويق وطنية فعالة ترتكز على تثمين الجودة، وتطوير سلاسل التوزيع، وضمان الأسعار العادلة للفلاحين.

كما شدّد الزياني على ضرورة دعم الفلاحين بمنظومة تمويل مرنة لمجابهة تكاليف الجني والنقل والتخزين، مشيرًا إلى أن تونس تمتلك فرصة تاريخية لتعزيز احتياطيها من العملة الأجنبية عبر صادرات الزيت ذات الجودة العالية.

تحليل اقتصادي: من الفلاحة إلى الاقتصاد الكلي

تعتبر صادرات زيت الزيتون أحد أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ تمثل بين 40% و50% من مداخيل الصادرات الفلاحية. ومع الارتفاع المنتظر للأسعار العالمية، قد تساهم مداخيل الزيت في تحسين ميزان الدفوعات وتخفيف الضغط على الدينار التونسي خلال الربع الأول من سنة 2026.

ويؤكد محللون اقتصاديون أن تحقيق أقصى استفادة من الموسم يتطلب تعزيز الرقابة على الجودة ومكافحة الوسطاء الذين يحتكرون السوق. كما يُنصح بتركيز الجهود على التسويق عبر المنصات الرقمية وترويج العلامة الوطنية “Made in Tunisia” في الأسواق الخارجية.

توصيات ختامية

يرى الخبراء أن تونس أمام موسم ذهبي فعلاً، لكن نجاحه يتوقف على حسن التنظيم والتخزين والتسويق. فكل لتر من الزيت التونسي عالي الجودة يمكن أن يصبح رمزًا للنجاح الاقتصادي والفلاحي إذا تم استثماره بعقلانية وشراكة بين القطاعين العام والخاص.