غموض في عرض البحر.. أسطول الصمود يقترب من غزة رغم التحليق المشبوه
أكد عضوا هيئة تسيير أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة، غسان الهنشيري ووائل نوار، استمرار الرحلة بعزيمة أكبر لإيصال المساعدات الإنسانية والضغط من أجل رفع الحصار عن الفلسطينيين في القطاع.
وجاء التأكيد عبر مقاطع فيديو نُشرت من على متن سفينة مالي/دير الياسين بعد مغادرة المياه الإيطالية من صقلية والتوجّه نحو المياه الدولية بالقرب من اليونان، وسط معنويات مرتفعة لدى الطواقم والمتطوعين.
المسار الحالي: من صقلية إلى المياه الدولية قرب اليونان
بحسب الإفادات الميدانية، غادر الأسطول نطاق المياه الإيطالية قُبالة صقلية ويتقدّم الآن باتجاه المياه الدولية قرب اليونان، على أن تُحافِظ سفينة دير الياسين على وتيرة إبحار تُراعي تموضع باقي السفن حتى يظلّ التشكيل متماسكًا.
ويؤكد المنسقون أنّ سفنًا أخرى انطلقت من إسبانيا بهدف الالتقاء في نقاط محددة قبل مواصلة التقدّم شرق المتوسط، بما يضمن أكبر قدر من الأمان التشغيلي وتبادل الإمداد والدعم.
ويعتمد الأسطول على شبكة اتصالات بحرية متدرجة—راديو بحري، قنوات رقمية مؤمّنة، وغرف متابعة برّية—للتحقق من المسارات وتبدّل الأحوال البحرية، مع خطط احتياطية لإعادة التموضع عند الضرورة.
تحديات جوية ورصد متكرر بدون تأثير على الجاهزية
أشار وائل نوار إلى تحليق طائرتين مُسيّرتين فوق إحدى سفن الأسطول في مناسبتين خلال الليلة الماضية. وبحسب شهادات ميدانية، لم يُحدث ذلك أي ذُعر، بل تم التعامل معه كاحتمال متوقّع ضمن بيئة بحرية مفتوحة ذات حساسية سياسية وأمنية عالية. ويوضح القائمون أنّ الطواقم “مستعدّة لجميع السيناريوهات” بما في ذلك سيناريوهات الإعاقة اللوجستية ومحاولات التشويش المعنوي.
الخبراء البحريون يُحذّرون عادة من ثلاثة محاور: المسافة الآمنة بين السفن، الانضباط الاتصالي، وتقييم سريع لظهور الطائرات بدون طيار. الالتزام بهذه المحاور يقلّل المخاطر ويُبقي الأسطول في نطاق ردود الفعل غير التصعيدية حفاظًا على الهدف الإنساني.
الدور القيادي لسفينة «دير الياسين» وتزامن السرعات
تُعدّ «دير الياسين» السفينة الأولى في مقدمة التشكيل، ولذلك تُخفّض سرعتها دوريًا حتى تُحافظ القافلة على خط سير واحد. هذه الاستراتيجية ضرورية لثلاثة أسباب: تجنّب تباعد تكتيكي يُضعف التواصل، تسهيل الإسناد عند الطوارئ، والمحافظة على وضوح بصري للأفراد والأنظمة الملاحية.
وبحسب التصريحات المعلنة، فإن “أيامًا قليلة” تفصل الأسطول عن بلوغ النقاط المقررة في شرق المتوسط قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن نافذة العبور نحو غزة، آخذين بعين الاعتبار المعادلات الجوية والأمنية والقانونية.
تحركات دولية موازية: أسطول جديد في 24 سبتمبر وخطط لرحلة إضافية
أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة عن انطلاق أسطول بحري جديد من جنوب إيطاليا يوم 24 سبتمبر، بمشاركة مبادرة «ألف مادلين»، في خطوة يُنتظر أن تعزّز الزخم الشعبي والإنساني الموازي للأسطول الحالي. كما أكّدت أنّ أسطول الحرية يُحضّر لإطلاق سفينة أخرى “بفكرة جديدة ونوعية” مطلع الشهر القادم، ما يعني عمليًا استمرار الضغط البحري/الإعلامي المتدرّج على مسارات إدخال المساعدات.
تزامن هذه المبادرات يوفّر نافذة أوسع لتجميع الموارد، وتنسيق الرسائل، وتوزيع المخاطر التشغيلية عبر عدّة مسارات، بما يتيح محاكاة سيناريوهات الاستجابة السريعة لأي تغيّرات ميدانية أو سياسية قد تطرأ.
لماذا يحمل هذا المسار أهمية خاصة؟
إنسانيًا: رفع القدرة على إيصال مساعدات عاجلة إلى سكان غزة في ظل تعقّد مسارات الإغاثة البرّية.
قانونيًا/رمزيًا: اختبار عملي لحرية الملاحة المدنية ضمن القانون الدولي البحري مع رسالة رمزية ضد الحصار.
إعلاميًا: تضخيم أصوات المجتمع المدني عالميًا عبر مشاهد بحرية متزامنة ومؤثّرة.
تنسيقيًا: بناء خبرات مشتركة لتكرار التجربة وتحسينها في مبادرات لاحقة.
الجدول الزمني المختصر للرحلة حتى الآن
المغادرة: من موانئ تونس قبل ستة أيام، ثم العبور نحو صقلية.
الحالي: التقدّم باتجاه المياه الدولية قرب اليونان مع الحفاظ على تشكيل متماسك.
المدى القريب: نقاط التمركز في شرق المتوسط والتقييم النهائي لمسار الاقتراب.
المبادرات الموازية: أسطول ينطلق 24 سبتمبر من جنوب إيطاليا، وخط رحلة إضافية مطلع الشهر المقبل.
نداء إلى الشعوب وحركة التضامن
جدّد القائمون دعوتهم إلى الشعوب للتحرّك السلمي عبر وقفات ومحاصرة رمزية للسفارات الداعمة للحصار، مؤكدين أنّ “القوة الحقيقية تكمن في الشعوب”. وتعتمد هذه المقاربة على تكثيف الضغط الشعبي المتحضر وتحويله إلى موجات رأي عام تُحاسِب الحكومات وتحثّ المؤسسات الدولية على فتح ممرات إنسانية بحرية وآمنة