يوم عطلة مدفوع الأجر لجميع العاملين في القطاعين الخاص و العام في هذا التاريخ..

يوم عطلة مدفوع لأجر لجميع العاملين في القطاعين الخاص و العام في هذا التاريخ..

يتمتّع كلّ العاملين في القطاعين العام والخاص بعطلة مدفوعة فوعة الأجر يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، وذلك بمناسبة احتفال تونس بالذكرى الثانية والستين لعيد الجلاء، وهو اليوم الوطني الذي يرمز لتحرّر البلاد نهائيًا من الاستعمار الفرنسي.

ويُعتبر عيد الجلاء محطة مفصلية في تاريخ تونس الحديث، حيث يحيي التونسيون ذكرى خروج آخر جندي فرنسي من قاعدة بنزرت يوم 15 أكتوبر 1963، إيذانًا بإنهاء مرحلة استعمارية امتدت منذ 12 ماي 1881 ودامت 82 سنة كاملة.

عيد الجلاء في تونس هو أحد أهم الأعياد الوطنية التي يخلّد فيها الشعب التونسي ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية يوم 15 أكتوبر 1963، تحديداً من قاعدة بنزرت شمال البلاد. هذا الحدث مثّل تتويجاً لنضال طويل خاضه التونسيون من أجل استكمال استقلالهم الفعلي بعد الاستقلال السياسي سنة 1956، ليصبح هذا اليوم رمزاً للسيادة والحرية الوطنية.

جاءت معركة الجلاء بعد سنوات من التوتر بين تونس وفرنسا، حيث رفضت السلطات الفرنسية إخلاء قاعدة بنزرت الاستراتيجية رغم إعلان الاستقلال. تصاعدت الاحتجاجات والمواجهات المسلحة في يوليو 1961، فيما عرف بـ معركة بنزرت، والتي استشهد خلالها مئات التونسيين. ورغم الخسائر الكبيرة، أثبتت تونس آنذاك تصميمها على استرجاع كامل أراضيها.

بفضل الجهود الدبلوماسية والسياسية التي قادها الرئيس الحبيب بورقيبة، وافقت فرنسا في النهاية على الانسحاب الكامل من بنزرت في 15 أكتوبر 1963. ومنذ ذلك التاريخ، أصبح هذا اليوم عيداً وطنياً يحتفل به التونسيون سنوياً تخليداً للتضحيات التي قدّمها أبطالهم من أجل الاستقلال الكامل.

اليوم، يُعتبر عيد الجلاء مناسبة فخر واعتزاز لكل تونسي، تُرفع فيها الأعلام وتُقام فيها الاحتفالات الرسمية والشعبية في مختلف الجهات. كما يُستحضر خلالها تاريخ المقاومة الوطنية ودروس الوحدة والتضحية، لتبقى ذكرى الجلاء شاهداً على إرادة شعب لم يقبل إلا بالحرية والسيادة على أرضه.