ليلة طويلة في قابس… والأحداث تتواصل

ليلة طويلة في قابس… والأحداث تتواصل

عاجل من قابس: مواجهات ليلية ومطالب بتفكيك المجمع الكيميائي

عادت صباح اليوم الخميس الحياة إلى نسقها العادي بمدينة قابس، بعد ليلةٍ عرفت توتراً ومواجهات متفرقة بين مجموعات شبابية غاضبة وأعوان الأمن، استُعمل خلالها الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين عمدوا إلى غلق الطرقات وإشعال العجلات المطاطية في بعض الأحياء.

وقد شهدت المدينة، مساء أمس الأربعاء، مسيرة حاشدة انطلقت من حديقة الشهداء وصولاً إلى وحدات الإنتاج بالمجمّع الكيميائي، حيث رفع المحتجون شعارات تطالب بـتفكيك الوحدات الصناعية ورفع “المظلمة البيئية” المسلطة على قابس منذ عقود.

وتأتي هذه التحركات بعد تكرّر انبعاثات الغاز الكثيف والاختناقات التي سُجلت خلال الأيام الأخيرة، ما أعاد إلى الواجهة المطالب القديمة لحراك “أوقفوا التلوث”، الذي دعا في بيان له إلى غلق الوحدات الملوِّثة وتفعيل قرار المجلس الوزاري الصادر بتاريخ 29 جوان 2017، القاضي بتفكيك الوحدات الصناعية تدريجياً.

كما طالب الحراك الشعبي بالتراجع عن قرارات 5 مارس 2025، التي سمحت بمضاعفة الإنتاج الصناعي وتركيز مشاريع جديدة للهيدروجين والأمونيا الخضراء، معتبرين أنها “تعمّق الأزمة البيئية” بدلاً من معالجتها، فضلاً عن دعوة المحتجين إلى محاسبة المسؤولين عن التسربات الغازية الأخيرة بالمجمع.

في المقابل، حافظت وحدات الأمن على تمركزها في محيط المنطقة الصناعية، وأكدت مصادر أمنية محلية أن التدخلات تمت “في إطار القانون ودون تسجيل إصابات تُذكر”، فيما لم تُسجّل أي أضرار مادية جسيمة وفق المعطيات الأولية.

خلفية الأزمة البيئية في قابس

تُعدّ قابس من أكثر المدن التونسية تضرراً من النشاط الصناعي الكيميائي، خاصة بعد تراكم النفايات والغازات الملوِّثة على مدى عقود. ورغم وعود الحكومات المتعاقبة بتفكيك الوحدات الخطرة، فإن الإجراءات بقيت محدودة التنفيذ، مما جعل المطالب تتجدد في كل مرة تشهد فيها المدينة حوادث تلوث أو انبعاثات خانقة.

ووفق خبراء البيئة، تُعتبر مادة الفوسفوجيبس من أبرز الملوثات في المنطقة، إذ تُرمى مباشرة في البحر، مما يهدد الحياة البحرية وصحة السكان. للمزيد عن خلفية هذا الملف يمكن الرجوع إلى تقارير سابقة من موزاييك ووكالة تونس إفريقيا للأنباء.