عاجل: الرئيس يدخل على الخط بنفسه… وأوامر فورية لإصلاح ما خرّبه الإهمال في قابس!
قيس سعيّد يأمر بتدخل عاجل لإصلاح وضع المجمع الكيميائي بقابس: لا تسامح مع المقصرين
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد عصر اليوم السبت 11 أكتوبر 2025 كلًّا من
فاطمة ثابت شيبوب وزيرة الصناعة والمناجم والطّاقة وحبيب عبيد وزير البيئة،
حيث أسدى تعليماته بتوجيه فريق مشترك من الوزارتين إلى معمل الحامض الفسفوري بالمجمع الكيميائي بقابس
لإصلاح ما يجب إصلاحه في أسرع وقت ممكن.
وأوضح رئيس الجمهورية أنّه يتابع الوضع بصفة مستمرة، مشيرًا إلى أنّه تمّ الوقوف على
عدد من الإخلالات في عمليات الصيانة والتشغيل التي تسببت في تسرّبات غازية خطيرة،
فضلًا عن غياب الاختبارات الفنية المطلوبة في المواعيد المحددة من قبل مختصين معتمدين،
وهو ما يشكل إخلالًا جسيمًا بالسلامة الصناعية والبيئية.
خطّة عاجلة لإصلاح المنظومة البيئية في قابس
شدّد رئيس الجمهورية على ضرورة وضع خطة استراتيجية شاملة تنهي هذه الكوارث البيئية نهائيًا،
مؤكّدًا أن هذه الخطة يجب أن تُستوحى من المبادرة التي أعدّها شباب قابس منذ أكثر من عقد من الزمن،
والتي تضمنت حلولًا عملية لإنهاء التلوث الصناعي والهوائي بالجهة.
وأكد سعيّد أن هذه المرة لن تكون مجرد وعود، بل ستترجم إلى إجراءات فعلية على الأرض
تضع حدًّا للتجاوزات التي طالت المجمع الكيميائي ومحيطه. كما أوضح أنّ الدولة ستتولّى
مراقبة جميع مراحل الإصلاح ميدانيًا وبشكل دوري من خلال فرق متخصصة تابعة لوزارتي
البيئة والطاقة.
قابس… مدينة أنهكها التلوث
تُعدّ ولاية قابس من أكثر المناطق التونسية تضرّرًا من التلوث الصناعي،
خصوصًا بسبب الأنشطة الكيميائية المرتبطة بإنتاج الحامض الفسفوري ومشتقاته.
وقد شهدت الجهة خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا في نسب الأمراض التنفسية والسرطانية
نتيجة انبعاث الغازات السامة من المجمع الكيميائي، ما أثار احتجاجات متكررة من الأهالي
والمنظمات البيئية المحلية.
ويرى خبراء أن الإصلاح الحقيقي يتطلب إعادة هيكلة كاملة للقطاع الصناعي في الجهة،
عبر اعتماد تكنولوجيا نظيفة ومراقبة صارمة للمداخن والتسريبات، إلى جانب
دعم الاستثمار في الطاقات المتجددة لتقليص الاعتماد على الصناعات الملوِّثة.
رسالة سياسية وبيئية حازمة
قال رئيس الجمهورية في كلمته: «لا تسامح مع من أخلّ بواجباته، ولا مجال لأن تكون
هذه الأوضاع محلّ مزايدات أو توظيف من الداخل أو الخارج، فأهلنا في قابس كما في سائر
أنحاء الجمهورية سيلقون حقوقهم كاملة، فهم الثروة وهم السدّ المنيع وهم الذين سيبنون تونس الجديدة كما يريدون».
تحمل هذه التصريحات بعدًا سياسيًا ورسالة حازمة إلى من وصفهم الرئيس بـ«المتلوّثين»،
في إشارة إلى المسؤولين أو الأطراف التي تغاضت عن الكوارث البيئية المتكررة.
ويُنظر إلى هذا التوجّه على أنّه بداية مرحلة جديدة في التعامل مع ملف المجمع الكيميائي
الذي طالما كان محور جدل اجتماعي واقتصادي واسع في الجنوب التونسي.
نحو تونس خضراء
في ختام اللقاء، شدّد رئيس الجمهورية على أن مستقبل تونس يجب أن يكون بيئيًا
ومستدامًا، مشيرًا إلى أنّ الانتقال إلى اقتصاد أخضر هو رهان الدولة في المرحلة القادمة،
بما يضمن تنمية عادلة ومتوازنة بين الجهات ويعيد الثقة إلى المواطنين،
خصوصًا في المناطق التي طالها الإهمال لعقود.
ويُنتظر أن تُعلن الحكومة خلال الأسابيع القادمة عن خارطة طريق بيئية وطنية
تشمل إصلاح المجمع الكيميائي بقابس ومراقبة المنشآت الصناعية المشابهة في صفاقس والمكنين
وقفصة، في خطوة تهدف إلى إنهاء أزمة التلوث الصناعي المتوارثة منذ عقود.
المصدر: رئاسة الجمهورية التونسية، متابعة إعلامية.